Saturday, August 10, 2013

ما حولك أحد

بسم الله الرحمن الرحيم


في ثاني أيام عيد الفطر المبارك... وبعد أن تفجرت الألعاب النارية بأعلى دويها، وأسطع أنوارها... اتصل بي أحد المسؤولين في العمل يبلغني عن حالة سرقة في أحد فروع الشركة. فذهبت إلى الموقع وليتني لم أذهب... رأيت وليتني لم أرى حالة السرقة! فكانت الإحترافية تفوق تلك التي نشاهدها بالأفلام والمسلسلات الأجنبية... أما المصيبة فلم تكن في السرقة ولا في ما سرق، بل كانت في ما بعد السرقة، وبعد أن طمأننا الشرطي خيرا ووعدنا بأن الجاني لابد ان يسقط في يد العدالة بعد أن تسجل الشرطة الجنائية الحادثة وترفع البصمات.ـ

انتظرنا في الموقع قدوم الشرطة الجنائية... الدقيقة تليها الدقيقة والساعة تليها الساعة حتى وصلوا بعد ثلاث ساعات من الحادثة... فكانت الطامة! فالمصور يده الاولى على الكاميرا والاخرى لم تنزل عن البلاك بيري يصور بالحسرة مكان ويترك عشرة أماكن! فقمت أدله بنفسي على أماكن التصوير!ـ

أما من يرفع البصمات... فحدث ولا حرج! فقد أتى لموقع الجريمة وصندوق القفازات خاوٍ على عروشه إلا قفاز واحد! رفع به البصمات عن الباب وما بجانب الخزنة (أو ما كان يسمى بذلك)... ولم يكلف نفسه برفع البصمات عن الدرج المكسور او المكتب المقلوب أو حتى أطراف القفل المهشم! فكما أعلم أنه كل ما زادت الأدلة كل ما زاد الاقتراب إلى المجرم!ـ 

أما زميلهم الثالث... فيبدو لي أنه مل من جلسة المكتب فقرر الخروج معهم! لأنهم كانوا ثلاثة أشخاص في سيارة لا تحمل إلا شخصين... أما عن الفائدة فلم يكن منه أي فائدة سوى أنه كان يحمل الكشاف!ـ  كون أن المصور كان مشغولا بهاتفه!ـ

فأي حماة للوطن كانوا هؤلاء؟ وأي مهنية هي تلك اللتي قدموها!؟ فوالله لم أرى إلا جناة تزينوا بلباس الشرطة الجنائية! أما السؤال الأهم: اذا كان رجال الأمن قد قضوا على الإرهاب منذ سنوات... فهل يعقل أن لا يقدروا على أمور بسيطة كهذه؟ 

إن كان هذا حالنا... فأبشروا يا معشر العاطلين... فلا حاجة للوظائف بعد اليوم! فالنظام أو ما يسمى بالنظام قد سهل لكم كافة السبل وهيأ لكم كل الظروف لتصبحوا حرامية وسارقين... اسرقوا وانتم الطلقاء فشرطتنا "ما حولك أحد"ـ

Thursday, August 8, 2013

أن يكون مختلف

بسم الله الرحمن الرحيم


أن يكون مختلف


في كل عام وفي كل عيد... يتكرر نفس المنظر نفس الحديث نفس المعايدات، وتتكرر نفس الابتسامات الصفراء! كل شيء يتكرر الا التاريخ وحده مختلف.


لم هذا التكرار الذي نصنعه بأيدينا ونعيده بأنفسنا عيد بعد عيد، وعام بعد عام!؟ لماذا الكدر... لماذا الهم ولمَ كل هذا الغم؟ لم كل ذلك وهو اليوم الأول بعد أيام مضت تنازلنا فيها عن طعامنا وشرابنا وباقي شهواتنا؟ فلم الإحساس بثقل هذه المناسبة؟

كلها اسئلة تراودني عام بعد على مدى سنوات سبع هربت بها عن طقوس وأجواء العيد... سبع سنين أبذل كل ما بوسعي لأهرب من
 هذا العيد. ومع ذلك لم أجد جوابا لأي من تلك الأسئلة... فعلمت أين الخلل. لذلك قررت أن اتوقف في البحث عن أجوبة لأسئلة نحن وضعناها لأنفسنا... لأسئلة لا وجود لها إلا في أنفسنا... قررت أن اتوقف وأمحو كل هذه الاسئلة.

فبدلا من الهروب قررت أن يكون هذا العيد مختلف... مختلف بكل المعايير... فقررت أن استرجع ذلك العيد الذي لطالما انتظرناه أيام الطفولة (من دون ألعاب نارية طبعا.. او شروخ كما كنا نسميها) فجهزت ثوبي الجديد... ولباسي الجديد... وذلك الحذاء (يكرم القارئ) الذي من شدة نظافته يلاحظة الماشي على بعد أميال وكل ذلك بعد أن هيأت نفسي في ليلة العيد لهذا اليوم الكبير.


أما في يوم العيد... فكانت الموجة على “ومن العايدين،،، ومن الفايزين ان شاء الله” اغنية تعودنا سماعها في صباح العيد... وكانت الدقلة اللامعة عنوانا لهذا الصباح وهذه المناسبة. وبعد أن نجحت في تغيير المظهر... قصدت الحديث فقطعت الكلام المعتاد، وغيرت المعتادة لأخرى جديدة تؤدي نفس الغرض. أما الابتسامة فحرصت أن لا تكون صفراء كالتي نراها في صباح العيد، بل بيضاء نابعة من داخل القلب...

أما في مساء العيد... فكانت العرضة هي وجهتي... احتفالا بهذه المناسبة العظيمة اعادها الله علينا وعليكم بالصحة والعافية! 


فيبقى السؤال.. لماذا لا نجدد حياتنا ولو بالأمور البسيطة، لماذا لا نغير من عاداتنا اليومية... لماذا نصر على الروتين القاتل حتى بتنا نكره كل تغيير وننبذ كل تجديد؟ لماذا الإصرار على النكد؟ هي أمور بسيطة نغيرها هنا وهناك... فتجدد حياتنا بشكل كبير... 


الحياة أقصر من نعودها على نمط واحد وروتين واحد واسلوب حياة واحد... فإلى أين السعي؟