بسم الله الرحمن الرحيم
أن يكون مختلف
في كل عام وفي كل عيد... يتكرر نفس المنظر نفس الحديث نفس المعايدات، وتتكرر نفس الابتسامات الصفراء! كل شيء يتكرر الا التاريخ وحده مختلف.
لم هذا التكرار الذي نصنعه بأيدينا ونعيده بأنفسنا عيد بعد عيد، وعام بعد عام!؟ لماذا الكدر... لماذا الهم ولمَ كل هذا الغم؟ لم كل ذلك وهو اليوم الأول بعد أيام مضت تنازلنا فيها عن طعامنا وشرابنا وباقي شهواتنا؟ فلم الإحساس بثقل هذه المناسبة؟
كلها اسئلة تراودني عام بعد على مدى سنوات سبع هربت بها عن طقوس وأجواء العيد... سبع سنين أبذل كل ما بوسعي لأهرب من
هذا العيد. ومع ذلك لم أجد جوابا لأي من تلك الأسئلة... فعلمت أين الخلل. لذلك قررت أن اتوقف في البحث عن أجوبة لأسئلة نحن وضعناها لأنفسنا... لأسئلة لا وجود لها إلا في أنفسنا... قررت أن اتوقف وأمحو كل هذه الاسئلة.
فبدلا من الهروب قررت أن يكون هذا العيد مختلف... مختلف بكل المعايير... فقررت أن استرجع ذلك العيد الذي لطالما انتظرناه أيام الطفولة (من دون ألعاب نارية طبعا.. او شروخ كما كنا نسميها) فجهزت ثوبي الجديد... ولباسي الجديد... وذلك الحذاء (يكرم القارئ) الذي من شدة نظافته يلاحظة الماشي على بعد أميال وكل ذلك بعد أن هيأت نفسي في ليلة العيد لهذا اليوم الكبير.
أما في يوم العيد... فكانت الموجة على “ومن العايدين،،، ومن الفايزين ان شاء الله” اغنية تعودنا سماعها في صباح العيد... وكانت الدقلة اللامعة عنوانا لهذا الصباح وهذه المناسبة. وبعد أن نجحت في تغيير المظهر... قصدت الحديث فقطعت الكلام المعتاد، وغيرت المعتادة لأخرى جديدة تؤدي نفس الغرض. أما الابتسامة فحرصت أن لا تكون صفراء كالتي نراها في صباح العيد، بل بيضاء نابعة من داخل القلب...
أما في مساء العيد... فكانت العرضة هي وجهتي... احتفالا بهذه المناسبة العظيمة اعادها الله علينا وعليكم بالصحة والعافية!
فيبقى السؤال.. لماذا لا نجدد حياتنا ولو بالأمور البسيطة، لماذا لا نغير من عاداتنا اليومية... لماذا نصر على الروتين القاتل حتى بتنا نكره كل تغيير وننبذ كل تجديد؟ لماذا الإصرار على النكد؟ هي أمور بسيطة نغيرها هنا وهناك... فتجدد حياتنا بشكل كبير...
الحياة أقصر من نعودها على نمط واحد وروتين واحد واسلوب حياة واحد... فإلى أين السعي؟
No comments:
Post a Comment