بسم الله الرحمن الرحيم
في ثاني أيام عيد الفطر المبارك... وبعد أن تفجرت الألعاب النارية بأعلى دويها، وأسطع أنوارها... اتصل بي أحد المسؤولين في العمل يبلغني عن حالة سرقة في أحد فروع الشركة. فذهبت إلى الموقع وليتني لم أذهب... رأيت وليتني لم أرى حالة السرقة! فكانت الإحترافية تفوق تلك التي نشاهدها بالأفلام والمسلسلات الأجنبية... أما المصيبة فلم تكن في السرقة ولا في ما سرق، بل كانت في ما بعد السرقة، وبعد أن طمأننا الشرطي خيرا ووعدنا بأن الجاني لابد ان يسقط في يد العدالة بعد أن تسجل الشرطة الجنائية الحادثة وترفع البصمات.ـ
انتظرنا في الموقع قدوم الشرطة الجنائية... الدقيقة تليها الدقيقة والساعة تليها الساعة حتى وصلوا بعد ثلاث ساعات من الحادثة... فكانت الطامة! فالمصور يده الاولى على الكاميرا والاخرى لم تنزل عن البلاك بيري يصور بالحسرة مكان ويترك عشرة أماكن! فقمت أدله بنفسي على أماكن التصوير!ـ
أما من يرفع البصمات... فحدث ولا حرج! فقد أتى لموقع الجريمة وصندوق القفازات خاوٍ على عروشه إلا قفاز واحد! رفع به البصمات عن الباب وما بجانب الخزنة (أو ما كان يسمى بذلك)... ولم يكلف نفسه برفع البصمات عن الدرج المكسور او المكتب المقلوب أو حتى أطراف القفل المهشم! فكما أعلم أنه كل ما زادت الأدلة كل ما زاد الاقتراب إلى المجرم!ـ
أما زميلهم الثالث... فيبدو لي أنه مل من جلسة المكتب فقرر الخروج معهم! لأنهم كانوا ثلاثة أشخاص في سيارة لا تحمل إلا شخصين... أما عن الفائدة فلم يكن منه أي فائدة سوى أنه كان يحمل الكشاف!ـ كون أن المصور كان مشغولا بهاتفه!ـ
فأي حماة للوطن كانوا هؤلاء؟ وأي مهنية هي تلك اللتي قدموها!؟ فوالله لم أرى إلا جناة تزينوا بلباس الشرطة الجنائية! أما السؤال الأهم: اذا كان رجال الأمن قد قضوا على الإرهاب منذ سنوات... فهل يعقل أن لا يقدروا على أمور بسيطة كهذه؟
إن كان هذا حالنا... فأبشروا يا معشر العاطلين... فلا حاجة للوظائف بعد اليوم! فالنظام أو ما يسمى بالنظام قد سهل لكم كافة السبل وهيأ لكم كل الظروف لتصبحوا حرامية وسارقين... اسرقوا وانتم الطلقاء فشرطتنا "ما حولك أحد"ـ
قلت اللي بخاطري للأسف
ReplyDeleteأحزن كثير على إننا تطورنا بجوانب مهمة و نسينا الجانب الأمني -إلا في حالات مكافحة الارهاب-
كل الموضوع بكفة، و عدم التشهير بالحرامية/المجرمين عموماً بكفة ثانية!!
فعلا شي يحز بالخاطر يا وطن