Monday, June 9, 2014

هل ولى زماننا...

بسم الله الرحمن الرحيم 

هل ولى زماننا...

يشعر أي إنسان بسعادة غامرة عندما تكون قواعد اللعبة في صالحه... فهو دائما يربح بينما يخسر الاخرون. فهل جربنا يومًا الخسارة؟

على مدى أعوام حظت المملكة العربية السعودية بعلاقة متميزة مع الولايات المتحدة الأميركية رغم الكثير من التضحيات التي قامت بها المملكة. إلا أننا في كل مره نجد أننا الرابح الأكبر في المنطقة وغيرنا خاسرون رغم التقلبات السياسة المستمرة من جانب واشنطن.

على الصعيد الاقتصادي السياسي، اعتمدت المملكة بشكل كلي على النفط منذ اكتشافه عام 1932م بكمياته الكبيرة على دخلها، فأصبحت إيرادات النفط تسهم بما نسبته 88% من مجمل الإيرادات. علمًا أن استراتيجية المملكة منذ أكثر من خمسين عام هدفت إلى تنويع مصادر الدخل للمملكة. وها نحن اليوم ندفع الثمن... فوفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية في باريس أن الولايات المتحدة قد تنتج حوالي 11.1 مليون برميل نفط في اليوم بحلول عام 2020. أما في مجال الغاز الحجري وهو أحد مصادر الطاقة الأساسية، فإن الولايات المتحدة ستتجاوز روسيا (الأولى عالميًا) في إنتاج الغاز الحجري. مما يعني انها ستصبح الدولة الأكثر إنتاجًا للغاز بحلول عام 2015 وذلك باستخراجه عن طريق الصخور! وبذلك تصبح الولايات المتحدة مكتفية ذاتيا في مجال الطاقة بحلول عام 2035م علما أنها من الأساس لا تستورد أكثر من 20% من احتياجها للطاقة.

اما على الصعيد السياسي البحت وكم أتمنى أن أكون متشائما فقط أو جاهلًا، لكن الأمر بات واضح للعيان... فبلاد فارس بالأمس كانت خاسرة، وها هي اليوم في طريقها لأيام العسل تماما كما كانت عليه قبل ثورة 1979م. فسياسة اوباما المتخبطة قد رست قبل أيام على بر لتعلن دفاعها الرسمي عن برنامج طهران النووي، بعد الاتفاق الذي توصلت له ايران والولايات المتحدة. وأهمه، توقف أيران عن تخصيب اليورانيوم بأعلى من 5%، زيادة صلاحيات المفتشين الدوليين في المواقع النووية الايرانية، إزالة العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي لمدة 6 أشهر، إعادة جميع الأرباح المجمدة الايرانية الخاصة بالمبيعات النفطية والتي تعادل 4.2 مليار دولار، إزالة باقي العقوبات المفروضة على الذهب والمعادن وبرنامج تصنيع السيارات الايرانية.

وبذلك قد لا نعود الفتى المدلل لأميركا مجددًا... فغيرنا قد توفرت لديه كل الإمكانات اللازمة ليصبح أكثر منا دلالا وينافسنا على هذا الشرف العظيم. وعليه يبقى الخيار... عفوًا لا خيار لدينا في ذلك فحالنا أشبه بما قال الشاعر: 
هي الأيام كما شاهدتها دول ** من سره زمن سائته أزمان


http://www.saudiopinion.net/Article.aspx?ID=3ed65672-e99c-45b3-ad1d-c3ab5dc99a0f

Saturday, February 8, 2014

دلع المفتي

                           بسم الله الرحمن الرحيم

 كم من شخص نعرفه يعاني من مرض السرطان... وكم من مرة سمعنا بها عن شخص راح ضحية هذا المرض كفاناه الله واياكم؟ وفي كل مرة نسمع بها عن اصابة شخص يختلف حالنا بين مصدق مؤمن بالشفاء .. ومكذب مستسلم بدأ بالترحم! فهو بحسب منظمة الصحة العالمية يعد المرض الثامن من قائمة الأمراض الأشد فتكا بالإنسان.

واخر ذلك قبل أيام، سمعنا بها عن إصابة اختنا الكاتبة المشهورة دلع المفتي بهذا المرض الفتاك... وكان الخبر كالفاجعة بالنسبة لأهليها ومحبيها .. فكيف يكون بالنسبة لها؟ 
بالنسبة لي... حزنت كثيرا بمجرد سماعي للخبر... فكان اول ما فعلته بعد الدعاء لها هو كتابة بعض الكلمات لمواساتها، فبعد المحاوله والمحاولة والمحاولة... ولأول مره لم أعرف ما أكتب! ومالذي يمكن أن اكتبه لمواساة شخص بألم لا أعرف شعوره!! فالذي يده في النار ليست كمن يده في جيبه! فصرفت النظر عن ذلك، واكتفيت بالدعاء!  

أما الاخت دلع ففاجئتنا كعادتها.. ولم تدع المجال لأحد بأن يواسيها! لأنها ببساطه لا ترى انها وقعت في مصيبه من الأساس! رفضت الاستسلام، فانتكس الشعار الأبيض، وارتفع شعار الحرب!! "إما أنا وإلا هو!" - عفوًا، هي لم تفاجئنا، هي ظلت على حالها كم عهدناها، تتحدى الصعاب، وتناصر كل من احتاج لنصرتها! فكيف ان كان المحتاج هي نفسها! - فأي شجاعة هي تلك التي تمتلكها دلع! وأي إصرار هو ذلك الذي يجعلها لا تنظر لأعداد الموتى .. بل لأعداد من تعافوا من هذا المرض، والذي بفضل الله ثم بفضل تطور البحوث الطبيه وصلت نسبة الشفاء منه ل ٤٣٪ بالنسبة للرجال و٥٦٪ بالنسبة للنساء! 

الجدير بالذكر .. ان الدراسات أثبتت بأن قوة العزيمة هي أحد أسباب الشفاء من الأمراض .. وفي قوة العزيمة التي نراها اليوم في دلع سبب أكثر من كافٍ بعد التوكل على الله والعمل بالأسباب في الشفاء من هذا المرض. فالمنتبي يقول... على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم وكأني أرى اليوم الذي تؤسس به اختنا دلع بعد شفاءها ان شاء الله جمعية "دلع المفتي" للمتعافي من مرض السرطان! 

Friday, December 20, 2013

ربع قرن من العطاء

لكل عمر اماني .. وباختلاف العمر تختلف كل الأماني .. الصغير يتمنى لو يكبر عن صغره .. والشاب يتمنى لو يثبت على شبابه .. والكبير كم يتمنى لو عاد الى صغره! ولا احد منهم يحصل على ما يتمناه...

ربع قرن من العطاء تنقلت في كل مراحله من الرضاعه الى الطفوله ثم المراهقة والشباب وحتى النضوج (ان حصل ذلك!)

ففي طفولتي كم أتمنى لو كنت ابن العاشرة لاكتب بالحبر بدلا من الرصاص .. وفي الثانيه عشر كم كنت اتمنى ان اكون ابن الخامسه عشر لاستخرج بطاقة الأحوال! وفي الخامسة عشر كم تشوقت لان اكون ابن الثامنة عشر للقيادة بشكل رسمي!

واخيرا عند بلوغ الثامنه عشر .. كم كرهت الثامنه عشر!! فرخصتي لم استخدمها سوى ثلاثة أشهر ولم يطلبها مني أي رجل مرور... حتى اخرجها في وجهه بكل ثقه لأثبت له أني قانوني... ولكن لا شيء من ذلك حصل... حتى قرب الموعد وحان وقت السفر! وفي المطار كم خجلت من ذلك التصريح الأصفر في اخر الجواز! وانا الذي ظننت انني برخصة قيادتي هذه وصلت أكبر أعماري! وعند وصولي لكندا... كانت الطامه... فالسن القانوني لأمور كثيره كان 19 وأمور أكثر 21... لم أطق الانتظار فحصلت بقدرة قادر على بطاقة مزوره تفيد بأني ابن الثانية والعشرين!! فعشت أجمل أيام تلك المرحله قبل ان ادخل فعليا في عمرها!! فلما اكملت السن القانوني لم اجد شيئا جديدا، فعشتها مرة اخرى!

اما اليوم وقد اكملت الخامسة والعشرين... كم اتمنى ان اكون طفلا بلا مسؤولية، بلا ضغوط، تسعدني أتفه الأمور... كم أتمنى لو لم اعش هذه المسؤولية التي أثقلت كاهلي، وأرقت مضجعي(أعانني الله على حملها)

لكنها سنة الحياة وما نحن فيها الا عابري سبيل للهدف الأسمى وهو الجنه .. اسأل الله ان يجمعنا فيها ومن نحب.

Saturday, August 10, 2013

ما حولك أحد

بسم الله الرحمن الرحيم


في ثاني أيام عيد الفطر المبارك... وبعد أن تفجرت الألعاب النارية بأعلى دويها، وأسطع أنوارها... اتصل بي أحد المسؤولين في العمل يبلغني عن حالة سرقة في أحد فروع الشركة. فذهبت إلى الموقع وليتني لم أذهب... رأيت وليتني لم أرى حالة السرقة! فكانت الإحترافية تفوق تلك التي نشاهدها بالأفلام والمسلسلات الأجنبية... أما المصيبة فلم تكن في السرقة ولا في ما سرق، بل كانت في ما بعد السرقة، وبعد أن طمأننا الشرطي خيرا ووعدنا بأن الجاني لابد ان يسقط في يد العدالة بعد أن تسجل الشرطة الجنائية الحادثة وترفع البصمات.ـ

انتظرنا في الموقع قدوم الشرطة الجنائية... الدقيقة تليها الدقيقة والساعة تليها الساعة حتى وصلوا بعد ثلاث ساعات من الحادثة... فكانت الطامة! فالمصور يده الاولى على الكاميرا والاخرى لم تنزل عن البلاك بيري يصور بالحسرة مكان ويترك عشرة أماكن! فقمت أدله بنفسي على أماكن التصوير!ـ

أما من يرفع البصمات... فحدث ولا حرج! فقد أتى لموقع الجريمة وصندوق القفازات خاوٍ على عروشه إلا قفاز واحد! رفع به البصمات عن الباب وما بجانب الخزنة (أو ما كان يسمى بذلك)... ولم يكلف نفسه برفع البصمات عن الدرج المكسور او المكتب المقلوب أو حتى أطراف القفل المهشم! فكما أعلم أنه كل ما زادت الأدلة كل ما زاد الاقتراب إلى المجرم!ـ 

أما زميلهم الثالث... فيبدو لي أنه مل من جلسة المكتب فقرر الخروج معهم! لأنهم كانوا ثلاثة أشخاص في سيارة لا تحمل إلا شخصين... أما عن الفائدة فلم يكن منه أي فائدة سوى أنه كان يحمل الكشاف!ـ  كون أن المصور كان مشغولا بهاتفه!ـ

فأي حماة للوطن كانوا هؤلاء؟ وأي مهنية هي تلك اللتي قدموها!؟ فوالله لم أرى إلا جناة تزينوا بلباس الشرطة الجنائية! أما السؤال الأهم: اذا كان رجال الأمن قد قضوا على الإرهاب منذ سنوات... فهل يعقل أن لا يقدروا على أمور بسيطة كهذه؟ 

إن كان هذا حالنا... فأبشروا يا معشر العاطلين... فلا حاجة للوظائف بعد اليوم! فالنظام أو ما يسمى بالنظام قد سهل لكم كافة السبل وهيأ لكم كل الظروف لتصبحوا حرامية وسارقين... اسرقوا وانتم الطلقاء فشرطتنا "ما حولك أحد"ـ

Thursday, August 8, 2013

أن يكون مختلف

بسم الله الرحمن الرحيم


أن يكون مختلف


في كل عام وفي كل عيد... يتكرر نفس المنظر نفس الحديث نفس المعايدات، وتتكرر نفس الابتسامات الصفراء! كل شيء يتكرر الا التاريخ وحده مختلف.


لم هذا التكرار الذي نصنعه بأيدينا ونعيده بأنفسنا عيد بعد عيد، وعام بعد عام!؟ لماذا الكدر... لماذا الهم ولمَ كل هذا الغم؟ لم كل ذلك وهو اليوم الأول بعد أيام مضت تنازلنا فيها عن طعامنا وشرابنا وباقي شهواتنا؟ فلم الإحساس بثقل هذه المناسبة؟

كلها اسئلة تراودني عام بعد على مدى سنوات سبع هربت بها عن طقوس وأجواء العيد... سبع سنين أبذل كل ما بوسعي لأهرب من
 هذا العيد. ومع ذلك لم أجد جوابا لأي من تلك الأسئلة... فعلمت أين الخلل. لذلك قررت أن اتوقف في البحث عن أجوبة لأسئلة نحن وضعناها لأنفسنا... لأسئلة لا وجود لها إلا في أنفسنا... قررت أن اتوقف وأمحو كل هذه الاسئلة.

فبدلا من الهروب قررت أن يكون هذا العيد مختلف... مختلف بكل المعايير... فقررت أن استرجع ذلك العيد الذي لطالما انتظرناه أيام الطفولة (من دون ألعاب نارية طبعا.. او شروخ كما كنا نسميها) فجهزت ثوبي الجديد... ولباسي الجديد... وذلك الحذاء (يكرم القارئ) الذي من شدة نظافته يلاحظة الماشي على بعد أميال وكل ذلك بعد أن هيأت نفسي في ليلة العيد لهذا اليوم الكبير.


أما في يوم العيد... فكانت الموجة على “ومن العايدين،،، ومن الفايزين ان شاء الله” اغنية تعودنا سماعها في صباح العيد... وكانت الدقلة اللامعة عنوانا لهذا الصباح وهذه المناسبة. وبعد أن نجحت في تغيير المظهر... قصدت الحديث فقطعت الكلام المعتاد، وغيرت المعتادة لأخرى جديدة تؤدي نفس الغرض. أما الابتسامة فحرصت أن لا تكون صفراء كالتي نراها في صباح العيد، بل بيضاء نابعة من داخل القلب...

أما في مساء العيد... فكانت العرضة هي وجهتي... احتفالا بهذه المناسبة العظيمة اعادها الله علينا وعليكم بالصحة والعافية! 


فيبقى السؤال.. لماذا لا نجدد حياتنا ولو بالأمور البسيطة، لماذا لا نغير من عاداتنا اليومية... لماذا نصر على الروتين القاتل حتى بتنا نكره كل تغيير وننبذ كل تجديد؟ لماذا الإصرار على النكد؟ هي أمور بسيطة نغيرها هنا وهناك... فتجدد حياتنا بشكل كبير... 


الحياة أقصر من نعودها على نمط واحد وروتين واحد واسلوب حياة واحد... فإلى أين السعي؟

Monday, January 7, 2013

إلى أين السعي

كثيرة هي القرارات التي تحتاج إلى شجاعة لاتخاذها، كثيرة هي القرارات التي تحتاج إلى عزيمة لمجرد التفكير بها، ليس لصعوبتها فقط ولكن لعدم معرفة تبعاتها، فتقع بين الطموح وبين الرضى عن الحال، فتقع بين الهمم وبين العواطف، إما ضحية الأول أو فريسة الاخر... إما أن تسعى لذلك أو تبقى على حالك. فماذا تريد؟ وأيهم تبتغي؟.
قراري اليوم كان أحد أصعب قراراتي، إن لم يكن الأصعب حتى الان... سنوات ثلاث عشتها أنتمى لهذا الكيان، لهذا المكان، ولهؤلاء الزملاء... عفوًا لم يكونوا زملاء، ولن يكونوا كذلك أبدا... بل هم إخوة وأصدقاء. قراري اليوم هو الابتعاد عن كل ذلك، الابتعاد عن العمل الذي لطالما أحببته وتعلمته حتى أتقنته... بل هو الابتعاد عن عالم الوظيفة والرئيس والمرؤوس وروتين العمل اليومي.
قراري اليوم... على ماذا بني؟ وما هي تبعاته...؟ ليتني أعرف اجابات تلك الاسئلة ليهنأ بالي فيخف همي ويزيل غمي ويهدأ قلبي ولكن كل ما أعرفه أني لطالما كفرت بكل ما يمت لفكرة "الأمان الوظيفي" بصلة! لطالما انتقدتها، لطالما كرهتها، وها أنا اتحداها اليوم، وقد تفرغت للأعمال الخاصة... ها أنا أتوكل على الله يقينًا بقولة (إن الله لا يضيع عمل عامل منكم) وقد قدمت الاستقالة راجيا من الله التوفيق... مؤمنًا بأنه لا نجاح بلا تعب، ولا ربح بلا خسارة... وها أنا اليوم موظف... ولكن مع وقف التنفيذ،،،
فإلى أين السعي؟

Monday, October 29, 2012

اياك أعني واسمعي يا جارة



بسم الله الرحمن الرحيم

اياك أعني واسمعي يا جارة

تختلف بيئات العمل باختلاف الأنظمة والقوانين من دولة لأخرى ومن اقتصاد لآخر. فنجد دول توفر كافة التسهيلات من أجل الحصول على بيئة عمل صحية للاستثمار التجاري تعود بالنفع على الاقتصاد والمواطن. وفي المقابل نجد دول اخرى تصعب كل عمل يؤدي إلى البيئة الصحية للعمل مع توفر كافة الفرص فيها فيعود بذلك الضرر على المواطن قبل الاقتصاد. فمنظومة الاقتصاد والمواطن غير قابلة للتجزؤ فبسقوط الأول من الطبيعي جدا سقوط الاخر. 

في المثال الأول، نجد دول تسهل جميع الأنظمة والإجراءات لافتتاح أي نشاط تجاري ومزاولته تحفيزا للمستثمر. فالقانون يدرس قبل أن يعتمد ومن ثم يطبق على الكبير والصغير على حد سواء فيعرف الجميع حقوقهم وواجباتهم ويلتزمون بذلك. فبوضوح القانون وتطبيقه تزيد ثقة المستثمر والمستهلك فينشط الاقتصاد فنجد بذلك بيئة عمل صحية ومحفزة تؤدي إلى ابتكارات جديدة وتقنيات جديدة ومشاريع كثيرة جديدة! ايضا نرى بذلك، فرص عمل كثيرة أي بطالة قليلة، دورات مالية كبيرة وسوق عمل منظم وكبير بعود بالنفع على المواطن والاقتصاد.

أما في المثال الثاني، فحدث ولا حرج... فالأنظمة والقوانين تتفانى في التضييق على المنشئات الصغيرة والمتوسطة لإجبارها بالخروج من السوق. ويكون ذلك برفع التكاليف عليها وتقليل هامش الربح عن طريق أنظمة "بائتة" لا تسمن ولا تغني من جوع مما يجبرها على الاستعانة بخدمات المنشآت الكبيرة "والباهظة الثمن" مما يزيد الربح بشكل مهول لدى المنشآت الكبيرة ويقلله لدى غيرها. فبفعل النظام تقتل المنافسة لخروج الكثير من المنشآت الصغيرة والمتوسطة من السوق  أي بمعنى أصح "الغني يزيد غناً والفقير يزيد فقراً". علمًا أن المتضرر الأول من ذلك هو المواطن والاقتصاد فمن أبجديات الاقتصاد وفقًا "للبنك الدولي" أن اقتصاد الدول يستمد كامل قوته من المنشآت الصغيرة والمتوسطة قبل الكبيرة كون أن نسبة الصرف مقابل التوفير لديها أكبر (الدورة المالية) على عكس المنشآت الكبيرة والذي يزيد لديها الفائض فيزيد التوفير فبذلك تقل السيولة في السوق.

وباختلاف الاقتصاد في المثالين أعلاه تختلف النتائج. ففي المثال الأول، النظام مطبق على الجميع مما يؤدي إلى بيئة عمل منظمة وتنافسية تماما تعود بالنفع على الاقتصاد والمواطن ينتج عنها سعر معقول وعادل للسلع تفرضه المنافسة (فالتكاليف موزعة بشكل عادل على جميع الأطراف). أما في المثال الاخر، فنجد أن جميع الأنظمة تصب في مصلحة فئة معينة لا تعود بالنفع على سواهم عن طريق زيادة التكاليف وتحويلها بالكامل على المواطن (المستهلك) عن طريق أسعار سلع لا يفرضها سوى الجشع نتيجة نظام فاسد يطبق على الصغير والصغير فقط!

فإلى أين السعي؟