لكل عمر اماني .. وباختلاف العمر تختلف كل الأماني .. الصغير يتمنى لو يكبر عن صغره .. والشاب يتمنى لو يثبت على شبابه .. والكبير كم يتمنى لو عاد الى صغره! ولا احد منهم يحصل على ما يتمناه...
ربع قرن من العطاء تنقلت في كل مراحله من الرضاعه الى الطفوله ثم المراهقة والشباب وحتى النضوج (ان حصل ذلك!)
ففي طفولتي كم أتمنى لو كنت ابن العاشرة لاكتب بالحبر بدلا من الرصاص .. وفي الثانيه عشر كم كنت اتمنى ان اكون ابن الخامسه عشر لاستخرج بطاقة الأحوال! وفي الخامسة عشر كم تشوقت لان اكون ابن الثامنة عشر للقيادة بشكل رسمي!
واخيرا عند بلوغ الثامنه عشر .. كم كرهت الثامنه عشر!! فرخصتي لم استخدمها سوى ثلاثة أشهر ولم يطلبها مني أي رجل مرور... حتى اخرجها في وجهه بكل ثقه لأثبت له أني قانوني... ولكن لا شيء من ذلك حصل... حتى قرب الموعد وحان وقت السفر! وفي المطار كم خجلت من ذلك التصريح الأصفر في اخر الجواز! وانا الذي ظننت انني برخصة قيادتي هذه وصلت أكبر أعماري! وعند وصولي لكندا... كانت الطامه... فالسن القانوني لأمور كثيره كان 19 وأمور أكثر 21... لم أطق الانتظار فحصلت بقدرة قادر على بطاقة مزوره تفيد بأني ابن الثانية والعشرين!! فعشت أجمل أيام تلك المرحله قبل ان ادخل فعليا في عمرها!! فلما اكملت السن القانوني لم اجد شيئا جديدا، فعشتها مرة اخرى!
اما اليوم وقد اكملت الخامسة والعشرين... كم اتمنى ان اكون طفلا بلا مسؤولية، بلا ضغوط، تسعدني أتفه الأمور... كم أتمنى لو لم اعش هذه المسؤولية التي أثقلت كاهلي، وأرقت مضجعي(أعانني الله على حملها)
لكنها سنة الحياة وما نحن فيها الا عابري سبيل للهدف الأسمى وهو الجنه .. اسأل الله ان يجمعنا فيها ومن نحب.
No comments:
Post a Comment