على مدى أعوام حظت المملكة العربية السعودية بعلاقة متميزة مع الولايات المتحدة الأميركية رغم الكثير من التضحيات التي قامت بها المملكة. إلا أننا في كل مره نجد أننا الرابح الأكبر في المنطقة وغيرنا خاسرون رغم التقلبات السياسة المستمرة من جانب واشنطن.
على الصعيد الاقتصادي السياسي، اعتمدت المملكة بشكل كلي على النفط منذ اكتشافه عام 1932م بكمياته الكبيرة على دخلها، فأصبحت إيرادات النفط تسهم بما نسبته 88% من مجمل الإيرادات. علمًا أن استراتيجية المملكة منذ أكثر من خمسين عام هدفت إلى تنويع مصادر الدخل للمملكة. وها نحن اليوم ندفع الثمن... فوفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية في باريس أن الولايات المتحدة قد تنتج حوالي 11.1 مليون برميل نفط في اليوم بحلول عام 2020. أما في مجال الغاز الحجري وهو أحد مصادر الطاقة الأساسية، فإن الولايات المتحدة ستتجاوز روسيا (الأولى عالميًا) في إنتاج الغاز الحجري. مما يعني انها ستصبح الدولة الأكثر إنتاجًا للغاز بحلول عام 2015 وذلك باستخراجه عن طريق الصخور! وبذلك تصبح الولايات المتحدة مكتفية ذاتيا في مجال الطاقة بحلول عام 2035م علما أنها من الأساس لا تستورد أكثر من 20% من احتياجها للطاقة.
اما على الصعيد السياسي البحت وكم أتمنى أن أكون متشائما فقط أو جاهلًا، لكن الأمر بات واضح للعيان... فبلاد فارس بالأمس كانت خاسرة، وها هي اليوم في طريقها لأيام العسل تماما كما كانت عليه قبل ثورة 1979م. فسياسة اوباما المتخبطة قد رست قبل أيام على بر لتعلن دفاعها الرسمي عن برنامج طهران النووي، بعد الاتفاق الذي توصلت له ايران والولايات المتحدة. وأهمه، توقف أيران عن تخصيب اليورانيوم بأعلى من 5%، زيادة صلاحيات المفتشين الدوليين في المواقع النووية الايرانية، إزالة العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي لمدة 6 أشهر، إعادة جميع الأرباح المجمدة الايرانية الخاصة بالمبيعات النفطية والتي تعادل 4.2 مليار دولار، إزالة باقي العقوبات المفروضة على الذهب والمعادن وبرنامج تصنيع السيارات الايرانية.
وبذلك قد لا نعود الفتى المدلل لأميركا مجددًا... فغيرنا قد توفرت لديه كل الإمكانات اللازمة ليصبح أكثر منا دلالا وينافسنا على هذا الشرف العظيم. وعليه يبقى الخيار... عفوًا لا خيار لدينا في ذلك فحالنا أشبه بما قال الشاعر: